جلست تتصفح صفحات الإنترنت المختلفة كما إعتادت يومياً لتتابع أخبار العالم مع بداية يومها و أمامها كوباً شفافاً بداخله القهوة الغامقة التى لا تستطيع أن تبدأ يومها بدونها
على جانب إحدى الصفحات لمحت إعلاناً لعمرو دياب أخذها هذا الإعلان للأغانى
المُسجلة على حاسوبها لتبدأ بتكويت مجموعة من أغانى عمرو دياب الذى لم تستمع له من أكثر من ثلاث سنوات
المُسجلة على حاسوبها لتبدأ بتكويت مجموعة من أغانى عمرو دياب الذى لم تستمع له من أكثر من ثلاث سنوات
وضعت كمية من الأغانى و بدأت تستمع لها
وأخذها صوته إلى هذه الأماكن التى لم تزرها منذ أن قاطعت عمرو دياب
أخذها إلى هذا الحبيب الذى وهبها جمال الأشياء
لم تستطع يوماً أن تنساه رغم أنها تملك زوجاً تحبه بشده ووهبها الله طفلاً جميلاً
ولكنها لم تنس يوما ذلك الحبيب
لا تنسى الوردة الحمراء التى يهديها لها كل صباح وقالب الشوكولاتة السادة التى كانت تعشقها
طوال سنوات حُبهما
إرتباطهما إستمر ما يُقارب الخمس سنوات
خمس سنوات من الورد والشوكولاتة
إمتلأت حجرتها بأوراق الورد الجافة
حتى وإن تشاجرا لم يكن يتوقف عن الوردة و قالب الشوكولاتة
أهدى لها ذات يوم عُقداً بلاستيكياً فهو طالب بالجامعة ولا يسعه مصروفه أن يشترى لها عُقداً أكثر قيمة من هذا البلاسيكى ولكن بالنسبة لها إعتبرت هذا العُقد هو شبكتها التى يُقدمها لها
حتى عندما تزوجت رمت كل الورود بعيداً لكنها وضعت العُقد بعلبة مُجوهراتها ومازالت حتى الآن ترتديه من آن لأخر وتخاف أن يلمحه أحد فيسألها عنه فلا تستطع أن تجيب
وإنتهى بينهما الأمر
رفضه والدها رفضاً تاماً وهى لا تملك القدرة على الإعتراض
وإفترقا
ولكنها تتذكر أن أجمل ما فى الحياه كان مع فتاها الأول وأن أجمل الأماكن التى زارتها كانت معه وأجمل اللمسات والنظرات والهمسات والضحكات كانت معه
إنها تعلم جيداً أنه مازال يُحبها بل إن حياته توقفت بعد أن إفترقا
مازالت تذكر رقم هاتفه
و يستفذها عمرو دياب بشده
يستفذها له
يستفذها للماضى و البحر و الشتاء والمطر والأيس كريم و شوارع وسط البلد وللمركب الشراعى
يستفذها لقبلة على خدها أذابتها
يستفذها إلى لمسة يد تحتضن معها العالم
يستفذها لسنوات الهوى
يستفذها إليه
يستفذها تليفونها و صوت عمرو دياب
وتذهب يميناً ويساراً بأصابعها على شاشة تليفونها
تضرب أرقام هاتفه
وتعود وتمسحها
تتوتر و تتزمر
شوق غريب إلى إسترجاع ذكريات الماضى
ويرن فى أُذنها
إنها مجرد مكالمة هاتفيه للإطمئنان والسؤال عن الأحوال
إنها تخون زوجها
إنها لا تخون زوجها
إنها ليست مُكالمة غرامية
إنها تحب زوجها كثيراً
وتتمنى له الرضا
تتمنى لو تستطع أن تنزع كل لحظات الحُزن وتدفنها بداخلها حتى لا يحزن
لقد وهبها أشياءاً جميلة
إنها تفرح لفرحِه وتحزن لحُزنه
إنه دائماً يسعى لسعادتها و رضاها و يُقدرها و يحترمها بل والأقوى انه يُحبها حُباً جماً
فهو دائماً يشعر أنه لن يكون إن لم تكن هى معه
فهى تكمّله وتملأ ضعفه وهو يشعر بكامل قوته وهى معه وهو يشُد على يديها
إنها تخونه
لماذا تُفكر فى هذه الذكريات و بماذا ستنفعها
لن تخُونه
تنزع عمرو دياب و تجرى إلى ذراعيه تحتمى بهما
وتُفرغ فى فمه كل ذكرياتها الملعونه