لم تكن ذات صيت فى الحياة
ولكنها كانت ذات حضور
أحبها الجميع
وتودد لها الكثيرون
كل من حولها كان يتمنى فقط لو يصبح جزءاً من عالمها
وكان يتنافس الجميع فى الفخر بأنهم فى حياتها
حتى بائع الكتب
كان يتشرف بوجودها فى مكتبته الصغيرة لشراء الكتب
ولم يكن سهلاً أن يدخل أحداً حياتها
رجالاً ونساءاً
وهو كالآخرين
تمنى فقط لو تُطل عليه بنظرة
أو تلقى يوماً صباحاً
سعى بطرق سهلة جداً لأقتحام قلعتها ذات الأسوار العالية
ونجح
ولأنها دائماً محصنة وكانت فى حاجة لهذا الإقتحام
تقبلته
دون أى مقاومة
كانت دائماً ما تحلم بهذا الذى يذيقها طعم اللمسات
اللمسات التى ما ذاقتها يوماً
وتمنّعت عنها دائماً
اللمسات التى حلمت بها ليالٍ طوال
ورأتها فى سطور الروايات
لم تكن ذات قوة فى مقاومة اللمسات بل لم يجرؤ يوماً أحد على تقديم اللمسات
لأنها كانت ذات قوة فى وضع الحدود
تفاخر هو أنه بحياتها
وتفاخر أكثر بأنه إستطاع ان يحصل على اللمسات
لا يملك أى ميزات
فهو ليس ملتزماً أو صادقاً أو ذو قوة
ولا يملك مبادىء ولا قيم ولا أصول
أيضاً لا يملك طموحاً ولا أحلاماً ولا روئ
ورغم أنها تملك كل هذا
إلا أنها أحبته
وأحبته بقوة
فهو الوحيد الذى إستطاع أن يذيقها طعم اللمسات
اللمسات التى تحمل مزازة الفراولة
ورحيق الياسمين
ولون البنفسج
فقط طعم اللمسات
هو ما جعلها تهواه
وتذوب به عشقاً
أما هو فلم يعشقها يوماً
كان كل ما يشغل باله أن يكون فى عالمها
ويتفاخر بوجوده
ولذلك تركها ورحل
ملّ العالم
فذهب يبحث عن عالم آخر
عالم خالٍ منها
ومن أحلامها ومن لمساتها
ذهب يبحث عن أخرى
ولمسات أخرى
وتركها دونه
تحن إلى لمساته
فما أستطاعت يوماً أن تشعر الرضا مع غيره
وما إستطاعت أن تنسى لمساته
فهو طعم اللمسات
No comments:
Post a Comment