تزوجته
رغم أنها لا تحبه
ورغم أنها لم تملّكه قلبها يوماً
إنها تنتزع نفسها من قلبها ، فهى ترفُض أن تُمتلك
لقد ملت أن تُمتلك
هذا الذى ملّكته قلبها
ووهبته كل أشياءها العذرية
وهبته عذرية مشاعرها وأحلامها و طموحها
وهبته دموعاً غائرة وجسداً منزوعاً من الألم
وهبته قلباً لم يكن إلا له
ملّكته كل أشياءها فمل الإمتلاك
فقررت أنها لن تُملِّك يوماً رجُلا قلبها .. حتى لا يملِكها
إمتلكته بعقلها
أرادت أن تعبر الكوبرى من إمبابة إلى المهندسين
فأصبحت من ساكنى جامعة الدول العربية
يطل بيتها من إحدى جهاته على فندق النبيلة
ومن الجهة الأخرى ترى محلات وسيارات ومطاعم و فتيات جامعة الدول العربية
ترى نفسها فى كل فتياته
فهى تبيع جسدها مثلهن
ولكن جسدها ليس بمثل سعر أجسادهن
جسدها أخذه أحد أهم رجال الأعمال ،، ليس ثرياً عربياً
إنه مصرى مُقيماً بكندا
كان فى زيارة مصرية لإنهاء بعض الأعمال
لا يُحب مصر
ولا يشعر بإنتمائه لها
يكره زحمتها وترابها ومحلاتها و شحاتيها
إلا السيدة
السيدة زينب
إنه يُحب السيدة رغم كرهه لمصر
لكن السيدة هى عالم آخر
عالم نفوس طيبه
رغم تلوثها و دوشتها وحواريها وشحاتيها المُقيمين على باب السيدة
إلا ان السيدة له هى الكيان والأمان
فكُلما جاء إلى مصر أقام بالسيدة
أنه رجُلٌ خيّر
يرسل معونات ماديه لدُور أيتام من خلال أخته المُقيمة فى السيدة زينب
تزوج من كندية وأنجب منها بنتاً واحده مثلت له السعادة
زوجته ليست جميلة ولكنها تحملت معه سنوات تعبه حتى أصبح رجل أعمال مشهور يملك إستثمارات عديده فى كندا وبعض الدول العربية
كان فى زيارة مصرية وحده كعادته فزوجته لا تُحب مصر
كان مدعو للعشاء مع أحد الأصدقاء بفندق النبيلة
رآها فى جامعة الدول العربية تحتسى مانجو فرغلى المشهورة
بهَرَه جسدها النارى
انه ليس شهوانياً ولا ينجذب للمرأة فلايقضى تلك الليالى التى يقضيها وحيداً فى أحضان أخريات و لا ينفعل بأى إمرأة ولا حتى زوجته
إنه رجلٌ عقلانى لا يتعامل إلا بعقله ونسبة من المشاعر فى بعض المواقف الشخصية
لكن كل هذا يضيع فى السيدة
وكل هذا ضاع أمامها
فعبر ورائها الكوبرى من المهندسين إلى إمبابة
فقررت أن تهبه أشيائها
وكل شىء بثمنه
فقبلت بأن تكون الزوجة الثانية دون علم الأولى التى لن تعلم أبداً
مقابل كل ما سيُعطيها إياه
مقابل أن تعود معه من إمبابة إلى المهندسين
مُقابل الشقة الفارهة بجامعة الدول العربية ستُعطيه جسدها
مقابل السيارة العظيمة ستُعطيه بعضٌ من كلام الهوى
مقابل الحُرية والسعادة ستُعطيه أمان
هى تبيع وهو يدفع
تنظر من شرفتها الواسعة
وترى الفتايات
ثم تذهب للمرآه تنظر إلى نفسها
تعلم أن زوجها مُتيم بها
وتعلم أنها لا تُحبه ولا تكرهه
فتعامله بكامل قواها العقلية
لا تُنكر أنها تنتقم فيه من ماضيها
وهو يعلم أن لها ماضى
ولا يستفذه فضوله لمعرفته
يستفذُها حنينُها للماضى فتتذكر حُضن الحبيب و قبلاته
لا تستفذُها أحضان زوجها ولا قبلاته
وهى سعيده بذلك
فهذا يجعلها فى موضع قوة
فهى تُدرك جيداً متى تُعطى و ماذا تأخُذ
تعلم أن سعادتها مُزيفة
ولكنها تُقنع نفسها دائماً أنها فى أحسن الأحوال
قررت أنها لن تُنجب أطفالاً حتى لا يكونوا تُعساء
وهو لا يُريد أطفالاً فهو يكتفى بإبنته
تتمنى فى كثير من اللحظات لو تُحب زوجها
وتستطع أن تتنحى عن عقلها
لكن عقلها رافض التحدى
وهى تخاف أن تُحبه فيتركها
لقد ملّت عقلها
وتشتاق لقلبها
لكن قلبها مُفتتاً من الجراح
وهى لن تتحمل جرحاً آخر
إنها سعيدة بإنها مثلهنّ
مثل فتيات جامعة الدول العربية
فى أضواء سيارات الليالى