Nov 18, 2010

البنت الثالثة

كعادتها وعادته

صففت شعرها بطريقتها المعتادة التى يحبها فيها .. وجلس هو ينظر إليها معلقا على تصفيفة شعرها بنفس الطريقة وهى أنها أجمل تصفيفة شعر رأها, وأن تلك التصفيفة تظهر ملامحها بقوة

إنه لا يحب سوى تلك التصفيفة .. أما هى فقد إعتادت

سبقها إلى السيارة وما إن رآها آتيه حتى ترجل من مكانه وفتح لها بابها وتأكد من جلوسها بشكل مريح ثم عاد لمكانه

وهناك

كان تجمع العائلة لزيارة الجد الذى جمع أبناءه جميعا كالعادة, لقد إعتادت تلك التجمعات

وأثناء الغذاء جلس بجانبها كالعادة ووضع لها المحارم حتى تحمى فستانها الوردى من فتات الطعام الذى حتما سيقع عليها وجهز لها طبقها فهو يعلم جيدا ماذا تفضل من انواع الطعام .. وعاملها كعادته كانها طفلته المدللة

وبعد الغذاء كانت جلسة السيدات المعتادة التى لا تجد فيها راحة أبدا .. سعت لأن تهرب من تلك الجلسة وبعد عدة محاولات إستطاعت أن تفر منهم لتجد سلواها مع هؤلاء الأطفال الصغار بحديقة المنزل ..

فكلما كانت تلك التجمعات سعت لأن تهرب منها .. سعت لأن تلعب مع أطفال العائلة .. سعت إلى حياة مختلفة.

وأنتهى اليوم وعادت لمنزلها مع زوجها الحبيب وخلدا للفراش وبدأ عقلها يتذكر ذلك اليوم

كان كل من بالعائلة يعاملها على أنها الطفلة الكبيرة , لقد بلغت من الواحد والثلاثون وهى على وشك أن تصبح أماً

بعد عدّة شهور ستصبح أماً

ومازال الجميع يعاملها على أنها طفلة

إن تحب زوجها وتحبه كثيراً

ولكنها ملّت

ملّت طفولتها

وملّت معاملة الناس لها

ملّت وجودها بذلك الشكل

إنها إمرأة

وليست طفلة

تريد أن تشعر بأنها إمرأة

وتريد أن يعاملها الجميع على كونها إمرأة وليست طفلة

تريد من زوجها أن يراها كإمرأة

أن يأخذها بين ذراعيه بقوة كأنها إمرأة

أن يقبلها كأنها إمرأة

ويتركها جريحة كإمرأة

ستخبر العائلة كلها أنها كبرت

ستكون أماً

كيف لطفلة أن تكون أماً

فى الصباح ستذهب إلى بيت العائلة وتعلن إعتراضها وتمردها

ستخبر الجميع أنها أصبحت إمرأة

جسد وكيان وروح ووجود إمرأة

وعلى الجميع ان يعاملونها كإمرأة

لن ترتدى اللون الوردى

لن تصفف شعرها بتلك الطريقة

وستجلس جلسات السيدات

وستغير أصناف الطعام وترتدى الحذاء ذو الكعب العالى

ستكون إمرأة

وباتت تحلم بما ستفعله غداً

وما ستقوله للعائلة

وظهر ضوء النهار وهى لازالت تحلم وتفكر وترتب

وما إن بدأ اليوم

حتى وجدت نفسها ترتدى اللون الوردى الذى تحبه

وتصفف شعرها بنفس الطريقة التى تحبها ويحبها زوجها

وطارت الأحلام والأفكار

فى نظرات زوج يحب

و طيور مغردة

فى نهار دافىء


No comments: