جميل هو
يشبه أباه
فاتح البشرة كأن الشمس لم تمسه يوماً
كحيل العين كأن القمر قد تنحى لليل عن مكانه يوم ولادته حتى يزيد من كحلات عينيه
أما شعره فيشبه ذيل مهرة عربية بذلك اللون البنى اللامع بالذهب
يشبه تماماً أباه
ولا يمت بالشبه لأمه بأى صله
فأمه سمراء سماراً شديداً
ولا تشعر بها أياً من ملامح الجمال
وأستغرب الجميع كيف يتزوج هذا الدبلوماسى المرموق المقام من تلك المرأة
كان كل من يدخل بيتهما يشعر كأنه فى روضة من رياض الجنة
فلا يكف عن الضحك واللهو والمتعة ويشعر كأنه محمّل على ريش من النعام
قيل أنه أحبها
وقيل أنها فتنته
ولم يعرف أحداً سرهما
وكبر معهما طفلهما الوحيد
ولم يقل يوماً الشعور بالجنة
إلا أن فاجأها هذا الذى يفاجئ كل البشر وبدون مقدمات
صحى من غفوته الدبلوماسى فوجدها دون أنفاس
فارقت الحياة
فارقت حياته
لم يبك عليها
إبتسم
وودعها
وظل بعدها سنوات وحيداً
يرى صورها يومياً ويبتسم
يلملم فى أشيائها ويرتبها ويبتسم
إلى أن سأله أبنه الذى عاش عمره كله فى روضة الجنة
عن ما الذى يجعله يبتسم كلما تذكر أمه وكيف أحبها كل هذا الحب
وكيف لا احبها وهى الجنة
ذلك الملاك الذى وهبنى إياه ربى
شاهدتها فى محل الزهور
تمسح الورقات بلمسات حانية
تتبعتها فى شوارع المدينة
تسير .. تغنى .. وتضحك
تملك حياة
سألتها أن تتزوجنى
فضحكت
كلما عرفتها
كلما زاد حبى لها
شعر الناس فى بيتنا انهم محمّلون على ريش النعام
أما أنا
فقد حملتنى على ريش الطاووس
جعلتنى أميراً فى قلعتها
ووهبتنى كل الحياة
كلما تعبت أخذتنى فى أحضانها
و أذابت منى الوجع
وكلما تألمت هى
قبّلت رأسها
وكأن الشمس ألقت ضوئها فى قلبها
إن لمستنى تاهت روحى
كأن يدها منبع الحنان
وإن عانقتنى تاه عقلى
كأن أحضانها خمراً
إن غضبت تحملتنى
وتحملت ثورتى بإبتسامتها المشرقة
وتعود ترضينى حتى لو المتها
راحتى كانت بين ذراعيها
لملمتنى من الحياة
وكيف لا أحبها
وهى سر الحياة
وكيف لا أحبها
وأبتسامتها كانت نبض الحياة
وكيف لا أحبها
وهى رغبتى فى الحياة
إنها الجنة