Jul 1, 2010

يوتوبيا


يوتوبيا

المدينة الفاضلة
هكذا سماها أفلاطون حين أعلن عنها
إنها مدينته الحالمة
التى وإن انتهى الكون ستظل حلم كل منزه فى الدنيا

واقع

لا يوجد من هو منزه
إن المنزهون هم أنبياء الله
هم الذين عفا الله عنهم من قرنائهم ، الشيطان
عفا عنهم من ملذات الدنيا ومتاعها
عفا عنهم من شرور أنفسهم

آمنت بوجود اليوتوبيا
ذلك الحلم الخيالى
آمنت بها بداخل نفسى
فالدنيا ماهى إلا مكان نستجمع فيه الفضيلة
نلملمها من كل الجهات
نسعى لوجودها والتغطى بها من رياح الدنيا
والأقوى والأبقى هو من يستطيع أن يتحلى بتلك الفضائل

يوتوبيا
الحلم غير المرئى
الحلم المميت
قمة الخيال

نفوسنا البشرية الضعيفة
مهما أستطعنا أن نتحلى بالفضائل
لسنا انبياء
لسنا منزَهين
أننا بشر

وفى عالمنا هذا
لا يوجد فضائل
ولا يوجد رياح من السيئات
بل أصبحت السيئات هى ما نتحلى به
من رياح الفضائل

أكره اليوتوبيا التى دمرت حياتى
جعلتنى أؤمن بالفضائل التى انتهت
وأن الدنيا لابد من وجود فضائل بها
جعلتنى أصدق وجود الأمان والصفاء والصدق والأمل والأخلاق والضمير والإنسانية
أصدق وجود الحلم والحنان وعدم النفاق وعدم الرياء وعدم رؤية عيوب الآخرين وأنا على يقين بوجودها
التضحية و الحب والتحلى بالجمال الروحى
عدم النظر إلى الشهوات الدنيوية بكل معانيها
الجزء للكل والكل يعنى الجميع
أنا من أجل الآخرين ولست من أجل نفسى
إن الدنيا أسمى من كل هذا

سنوات طوال تدمرنى اليوتوبيا التى لطالما عشقتها وآمنت بها
أستطعت ان أسيطر بها على قرينى وشيطانى
أستطعت أن أخنق ذلك الجانب الدنيوى بقلبى

سعيت إلى ذلك السمو الخيالى وتلك المدينة المجنونة

يوتوبيا هى الوهم الكبير
الذى عاشت فيه سنواتى

لم أستطع أن أقتل الجانب الدنيوى
لقد لحق أنفاسه فى اللحظات الأخيرة قبل الإختناق

منك لله يا أفلاطون

No comments: