Jul 12, 2010

البنت الأولى

وقفت تستقبل المدعويين لحفل الزفاف
أنه حفل زفاف أختها التى تصغرها بأثنى عشرة عاماً
تستقبلهم وتستمع منهم إلى الدعوة المقدسة فى تلك المناسبات
عقبالك
فتبتسم وهى تعلم أن هذه الدعوة لن تتحقق إلا بشخصٍ واحدٍ فقط
جميلة ... وهى تعلم أنها جميلة
فهى بيضاء ذات عينان واسعتان سوداء، شعرها حالك السواد، ملامحها تنم عن أنوثة هادئة
ترى جمالها فى عيون الآخرين، فى نظراتهم لها .. يشهد الجميع انها جميلة دون أى شك
بلغت السابعة والثلاثون وهى لاتزال جميلة
وهى متيقنة أن جمالها هذا لا يمكن أن يكون لأحدٍ غيره
فقط هو
عرفته منذ ستة عشر عاماً وهى فى الواحد والعشرين من عمرها
كانت فى بداية حياتها المهنية وكان يعمل معها بنفس المكان
كانت تعلم أنه متزوج ولكنها لم تستطع أن تمحى هذا الخفقان فى قلبها
حدث بينهما ما يحدث بين كل أثنين فى طريقهما لقصة الحب الروتينية
نظرات وإبتسامات وكلمات
دعاها للخروج ووافقت
واعترف بأنه يحبها وأعترفت بأنها تحبه
ولم يتطرقا لموضوع الزواج ، نست أنه متزوج ، ونسى أنه متزوج
أحبا بعضهما وبمرور الوقت زاد حبهما
مر عامان وهما متحابان
كلما ألتقيا سعيا لوءد تلك المشاعر ولكن كلاهما لم يستطع
قابلت خُطاباً لعلها ترضى بأحدٍ منهم وتنسى ذلك الرجل ولكنها لم تستطع
كيف لها أن تكون بين ذراعى رجل آخر غيره
مازالا يتبادلان العشق
وهو لن يترك زوجته ولن يترك أولاده ولن يتزوجها
فهو لا يستطيع أن ينسف كيان العائلة
فزوجته أبنة عمه وأعمامه كلهم شركاء فى نفس التجارة
كما أن هذه العائلة بها عرف أنه لا زواج من خارج العائلة
منهم فيهم يعنى
لا يستطيع أن ينسف ذلك الكيان .. وذلك الصرح العائلى
إنه ليس أنانياً
ولا يطالبها بأن تبقى معه
يسألها بأن تتزوج فخُطّابها كثيرون
فتتركه .. وتقابل خُطاباً
لقد خُطبت ثلاث مرات ،، وفى كل مرة تسعى لإنهاء الخطبة
لا يمكنها تخيل أنها ستكون مع رجل آخر
لا تستطيع تخيل هذا ، وكلما أتفقا على إنهاء علاقتهما وأنها ستقبل بأول خاطب يأتيها
وتتركه ،، وتذهب
يذهب إلى زوجته
يلقى بنفسه بين ذراعيها
يبكى
وينجب أطفالاً .. أصبح لديه ستة من الأطفال
بعد أن كان واحداً حين عرفها
وأخذه مرة جنونه بأن يلقى بنفسه بين أحضان الغاويات ويسرف فى إهانة نفسه لعلها تنتفض إلى تلك الدنيا المحيطه به
لكنه لا يملك السيطرة
يعشقها بجنون ولا يستطيع أن يتزوجها
وهى تهيم به عشقاً ولا تملك حتى أن تكون له زوجة ثانية أو زوجة فى الخفاء
منذ عدة سنوات كان يخطط لإنتقال أسرته إلى منزل آخر
ذهبا معا
هى وهو
وأختارا المنزل الجديد بل وجهزته ، كانت تجول المحلات ليلاً ونهاراً لتجهيز المنزل الجديد
تختار كل ما فيه من مفروشات وألوان وأوانى وستائر وأكسسوارات
جهزت المنزل بأكمله ، شهور تجهز فيه وتضع فيه لمساتها
وفى النهاية
سكنت هذا المنزل زوجته وأطفاله
ستة عشرة عاماً مضت وهى مازالت تلقاه
تكتفى معه بتلك الأحاديث التى تجمعهم وترضى بالساعات القليلة التى تنظر فيها إليه
أعرضت عن الزواج ، أعرضت عن حياتها
فكان هو كل حياتها
أما هو
فلا يستطيع أن يكون لها
أو أن يكون بدونها
وها هى الآن تستقبل المدعويين لحفل زفاف أختها الصغيرة
وتبتسم من كلامهم ومن نظراتهم المتسائلة
كيف لم تتزوج حتى الآن

No comments: