اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا

لطالما قيل أن الزمن يداوى الجراح

ولطالما صدقت أن الزمن يداوى الجراح

ولكن متى يستطيع الزمن أن يخفى آثار تلك الجراح؟

ومتى سيزيل الندبات التى تركتها تلك الجراح؟

لا أنكر مدى هذا الألم ,, ومدى الوجع والعذاب

ولن أنكر انه كان جرح عمرى ومهما كان ما حدث لم أكن سأتعلم بدون هذا الجرح

ولكنه أكبر من قدرتى على الإحتمال

فبمرور الوقت لا يزول الألم .. بل يزيد

ويزيد معه الإحساس بالضعف والغربة والقسوة على النفس والرغبة فى ترك تلك الحياه برمتها

فأذهب بحثا عن أى أمل فى الحياة فأفكر فى حلمى

أجد الألم قد تمكن منه ولم يعد هناك أمل فى ان اتمسك به

فأجول الشوارع بحثا عن رغبة فى الوجود

فأجد ذكرياتى بكل شوارع المدينة

هنا كنا نجلس ,, وهنا كنا نسير

هناك ضحكت معه ,, وهنا سقطت دموعى

وفى هذا المكان انتظرته ,, وبهذا الشارع انتظرنى

بكل مكان ذكريات ,, ولكنها ذكريات أصابها الألم

ففسدت ذكرياتى مع الأحلام

وأكتشف ما مضى من عمرى ,, و زهرة أيامى

فأجد انى أضعت عمرى فى زيف تملك منه الألم

فلا أجد لنفسى هدف

ولا أجد معنى

وأسأل نفسى لماذا لم يترك لى حلمى ,, ولماذا دمر حياتى

لقد كنت دنياه وكان هو كيانى

لماذا تركنى بدون كيان وحدود

بل لماذا دخل حياتى ودمرها

فما أستطعت أن اكون بدونه , وما أستطعت أن أعود كما كنت

ولا أستطيع أن أجد لنفسى حلم آخر بعد أن أخذ احلامى ,, بل لم تعد لدى القدرة على الحلم

فأسعى لأن أهرب ولا أفكر وأقنع نفسى ان الزمن يداوى ولكنه لابد ان يترك ندبات للجراح حتى نتذكر ونتعلم

وأذهب لربى أناجيه

يارب يا مجيب الدعوات اللهم أستجب لى اللهم أعف عنى وتب على وأرحمنى

اللهم قنى شر نفسى ربى يا مالك الرحمة أدخل السكينة إلى قلبى وأرحمنى من آلامى

لقد عصيتك وانت غفور فأغفر لى

إنى تبت إليك وانت التواب فتب على

ربى لا تجعل أكبر همى الدنيا واملأنى قوة ورغبة فى الحياة

اللهم أعطنى القدرة على العطاء والبقاء وإحتمال الألم والشقاء

يا همى إن ربى كبير وقادر فقد خلق السماوات و الأرض

فقد خلقنى وزرع فى روحاٴ تناجيه

وهو الذى يملك القدرة على ان يزيلك من داخلى

اللهم أزل عنى همى

اللهم فك كربى

فيعود إحساسى بالحياة والأمل

وتعود رغبتى فى البقاء

وأقنع نفسى انها فترة وستمضى

ولابد أن اجد لنفسى حلماٴ فى يوماٴ ما

لقد خلق لى ربى عقل وقلب

سأصنع لنفسى حياة وكيان بدونه

حياة تكون حياتى أنا وكيان يكون كيانى أنا

وتمضى بى الأيام

إلى ان تضعف نفسى البشرية

واتذكر الألم

ويخر جسدى وجعاٴ

وتبكى عيناى ألماٴ

ولا أعرف دواءاٴ

وأسال ربى أين أنا من تلك الحياة؟؟

وهكذا أصبحت حياتى فى بعض اللحظات

معظم الوقت يملأنى الشعور بالحياة و برضا من الله

ولكنى نفس بشرية لابد ان يتخلل إليها الشيطان

فيشعرها بهم الدنيا حتى لا تشغل بالها برضا الله وطاعته

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا