Oct 8, 2009

مدرسة الحب - نزار قبانى


علمني حبك أن أحزن وأنا محتاج منذ عصور
لامرأة تجعلني أحزن
لامرأة أبكي فوق ذراعيها مثل العصفور
لأمرأة تجمع أجزائي كشظايا البلور المكسور

علمني حبك سيدتي أسوء عادات
علمني أفتح فنجاني في الليلة آلآف المرات
واجرب طب العطارين وأطرق بابا العرافات
علمني أخرج من بيتي لأمشط أرصفة الطرقات
و أطارد وجهك في الأمطار وفي أضواء السيارات
وألملم من عينيك ملايين النجمات
يا امرأة دوخت الدنيا يا وجعي يا وجع النايات

أدخلني حبكِ يا سيدتي مدن الأحزان
وأنا من قبلكِ لم أدخل مدن الأحزان
لم أعرف أبداً أن الدمع هو الإنسان
أن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان

علمني حبكِ أن أتصرف كالصبيان
أن أرسم وجهك بالطبشور على الحيطان
يا امرأة قلبت تاريخي
إني مذبوح فيكِ من الشريان إلى الشريان
علمني حبك كيف الحب يغير خارطة الأزمان
علمني أني حين أحب تكف الأرض عن الدوران
علمني حبكِ أشياء ما كانت أبداً في الحسبان

فقرأت أقاصيص الأطفال دخلت قصور ملوك الجان
وحلمت بأن تتزوجني بنت السلطان
تلك العيناها أصفى من ماء الخلجان
تلك الشفتاها أشهى من زهر الرمان
وحلمت بأني أخطفها مثل الفرسان
و حلمت بأني أهديها أطواق اللؤلؤ والمرجان

علمني حبك يا سيدتي ما لهذيان
علمني كيف يمر العمر ولا تأتي بنت السلطان

نـــزار قبــانــي

3 comments:

rania hassan said...

لم أعرف أبداً أن الدمع هو الإنسان
أن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان
بتعجبنى البيتين دول من القصيدة كلها ... اختيار وتعبير حلو عن الانسان انه لازم يحس بألم عشان يشعر بانسانيته وبضعفه ويشعر بأنه انسان... بموت فى نزار قبانى وفيه قصيدة ليه عن دمشق بموت فيها اسمها القصيدة الدمشقية,غنتها اصاله فى مسلسل نزار قبانى,كانت التتر بتاعه, بجد فيها مشاعر حلوة ووصف للشخص الشاعر من جوا ومشاعره تجاه بلده والعروبة... لو عجبتك يا شروق ياريت تحطيها,ولو معجبتكيش ولاقتيها مش مناسبة زى ماتحبى وبجد مش هزعل... سلامى ليكى وعلى فكرة عيد ميلادى 8\10 , يعنى فى يوم القصيدة دى اتحطت عندك.

Sheroo said...

كل سنة وانت طيبة يا أطيب رونانيا فى الدنيا, بجد يا رانيا ربنا يعزك على قد حبك للناس وطيبة قلبك
ويارب السنة الجاية احلى إنشاء الله

Unknown said...

(علمني حبك سيدتي أسوء عادات)
(علمني أخرج من بيتي لأمشط أرصفة الطرقات)
(وألملم من عينيك ملايين النجمات)
(أن الإنسان بلا حزن ذكرى إنسان)
(إني مذبوح فيكِ من الشريان إلى الشريان)

بجد لا تعليق